أكادير.. الإصلاح المؤجل – جدل إصلاح صناديق التقاعد في ندوة فيدرالية اليسار الديمقراطي
احتضنت قاعة إبراهيم الراضي بمدينة أكادير مساء يوم السبت، الموافق 14 شتنبر 2024، ندوة مهمة نظمتها فيدرالية اليسار الديمقراطي تحت عنوان “إصلاح صناديق التقاعد”. الندوة التي سيرها الإعلامي سعيد أهمان، شهدت مشاركة خبراء وأكاديميين بارزين، من بينهم خليل مرزوق، أستاذ جامعي ورئيس المركز المغربي لنشر الوعي بالقانون، وعبد الحقّ حيسان، المستشار البرلماني السابق وعضو اللجنة الوطنية لإصلاح صناديق التقاعد.
المشاركون في الندوة أعربوا عن قلقهم البالغ تجاه مشروع الإصلاح الحكومي الحالي لصناديق التقاعد، مشيرين إلى أنه يمثل خطرًا جسيمًا على المتقاعدين في القطاعين العام والخاص. وأكدوا على أن المشروع يغفل عن جوهر المشكلة التي تكمن في الأموال المنهوبة على مدار السنوات الماضية والتي أدت إلى تدهور هذه الصناديق.
وقد طالب المتحدثون بضرورة استرجاع الأموال المفقودة وربط المسؤولية بالمحاسبة، للوقوف على الأسباب الحقيقية وراء تدهور صناديق التقاعد ومعالجتها بشكل جذري. وشددوا على أنه ينبغي أولًا معالجة قضايا الفساد وسوء الإدارة التي استشرت في هذا النظام قبل الإقدام على أي إصلاحات جديدة.
الندوة أيضاً أبرزت الحاجة الماسة إلى خلق جبهة وطنية موحّدة تجمع النقابات والمنظمات المدنية للدفاع عن حقوق المتقاعدين والتصدي لما يُسمى بإصلاحات، التي قد تؤدي إلى مزيد من الضغوط والأزمات للمتقاعدين الحاليين والمستقبليين في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الراهنة.
وفي ختام الندوة، تم التأكيد على ضرورة إعادة تقييم السياسات الحالية وإشراك جميع الأطراف المعنية في حوار موسع يضمن تنفيذ إصلاحات تعود بالنفع على جميع المواطنين، وخاصة المتقاعدين الذين أفنوا حياتهم في خدمة الوطن.
من الواضح أن الطريق نحو إصلاح صناديق التقاعد في المغرب يتطلب مزيدًا من الشفافية والحوار البناء، والأهم من ذلك، الإرادة السياسية لمعالجة الأسباب الجذرية للأزمة بدلاً من الاكتفاء بالحلول الترقيعية التي قد تزيد الطين بلة.