وطنية

إقبال على الجناح المغربي في معرض الدورة التاسعة لمهرجان المدن القديمة بشنقيط

يشهد الجناح المغربي في معرض الدورة التاسعة لمهرجان المدن القديمة، المنظمة بمدينة شنقيط الموريتانية (530 كلم شمال شرق نواكشوط)، إقبالا كبيرا من طرف رواد هذا الموعد الثقافي السنوي.

وهكذا، استقطبت أروقة الجناح المغربي، التي أقيمت داخل خيام من الوبر على مساحة تصل إلى 140 مترا مربعا، أي ما يناهز نصف مساحة معرض شنقيط، الذي يشكل قطب رحى المهرجان، اهتمام رواد المهرجان وزوار المعرض، ولاقت استحسانهم، بحيث رأوا فيها تجسيدا ملموسا لتيمة المهرجان الرئيسية، المتمثلة في التعريف بالموروث الانساني المشترك وبسبل تثمينه وصيانته.

وتمتاز هذه الأروقة، التي أعدت بطريقة محكمة ومتناسقة، بتنوعها وغنى معروضاتها، بحيث تغطي العديد من المجالات، الفكرية والفنية والابداعية، المادية منها واللامادية، لتضفي بذلك طابعا خاصا على الدورة التاسعة لمهرجان المدن القديمة، وتشكل إضافة نوعية لها.

فعلى الصعيد الفكري، خصصت وزارة الثقافة والشباب والرياضة رواقها، لعرض الإنتاج الفكري المغربي، من خلال مؤلفات وكتب تعنى بالفنون الجميلة، وأخرى تبسيطية تسعى إلى تقريب هذه الثقافة من فئات عريضة من زوار المعرض، بالإضافة إلى مؤلفات أكاديمية متخصصة، تتناول أساسا الارث الثقافي المشترك بين المغرب وموريتانيا.

أما وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لأقاليم الجنوب فتحضر بقوة في فعاليات مهرجان المدن القديمة عموما، وتساهم بشكل فعال في المعرض، بصفة خاصة، من خلال أربع خيام (أروقة) موضوعاتية، تصب كلها في اتجاه إبراز جهود صيانة الذاكرة التاريخية للأقاليم الجنوبية، والطفرة النوعية التي تشهدها مدنها على مختلف الأصعدة.

وقد خصصت الوكالة أولى هذه الخيام لإبراز التحول العمراني الذي عرفته هذه المدن، وذلك تحت عنوان “من المدن العتيقة إلى الحواضر المتجددة”، بينما تسلط الخيمة الثانية الضوء على الثقافة الحسانية باعتبارها رافدا من روافد الهوية المغربية، أما ثالثتها فخصصت لعرض معالم النموذج التنموي الجديد بالأقاليم الجنوبية، إذ تبرز ما ينجز بها على مستوى المشاريع التنموية، الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية، ومن بنيات تحتية كالطرق والموانئ والسدود والطاقات المتجددة وغيرها، فضلا عن الجهود المبذولة لتعزيز جاذبيتها كوجهة سياحية.

أما الخيمة الموضوعاتية الرابعة، فخصصتها الوكالة لإبراز مظاهر الكرم وحسن الضيافة وحفاوة الاستقبال المغربية في كل تجلياتها، وكذا لاحتضان ندوات وجلسات علمية، وفقرات تنشيطية تحييها فرق طرب الآلة والطرب الحساني، وتستقطب، في كل مساء، أعدادا من عشاق هذين اللونين الغنائيين.

وأفردت الوكالة أيضا مؤسسة الموكار، التي تنظم موسم طانطان السنوي، الذي كانت موريتانيا ضيف شرف دورته الأخيرة، بخيمة للتعريف بثقافة الصحراء، خاصة ما يتعلق بتقاليدها وتراثها اللامادي وتجلياته الشفهية، وكذا إبداعاتها الفنية.

ويتوسط رواقي وزارة الثقافة ووكالة الأقاليم الجنوب، رواق (خيمة) مؤسسة دار الصناع، والذي يعرض منتوجات نوعية من الصناعة التقليدية المغربية، ويظهر فيه ثلاثة صناع ينحدرون من مدن فاس ومراكش والعيون مهاراتهم في ثلاث حرف، هي النحاسيات والخراطة والحلي. كما يعكس التشابه الكبير بين منتوجات هذه الصناعة بالأقاليم الجنوبية للمملكة وبموريتانيا.

ويأتي رواق المركز الثقافي المغربي بنواكشوط، ليبرز الروابط والعلاقات الثقافية الضاربة في القدم التي جمعت على مر الحقب والأزمنة بين المملكة وموريتانيا، وذلك من خلال عرض مجموعة من إصداراته، وكذا التعريف بأنشطته برسم الموسم الثقافي الحالي، والذي سطر له برنامجا غنيا ومتنوعا لاستضافة ثلة من خيرة الباحثين والمفكرين والمبدعين في شتى المجالات.

وتجدر الإشارة إلى أنه تم تعزيز هذه الأروقة بمجموعة من المخطوطات والمؤلفات والمنتوجات المختلفة والصور المكبرة وببطائق تعريف بالمدن المغربية العتيقة، وهو ما كان له الأثر العميق لدى منظمي المعرض وزواره، مما جعلهم يقبلون بكثافة على الجناح المغربي، الذي يتماشى مع أهداف وتيمات مهرجان المدن القديمة، وإظهار القواسم المشتركة بين الحضارتين والثقافتين المغربية والموريتانية، في مختلف أبعادهما وتجلياتهما.

يذكر أن مهرجان المدن القديمة، الذي نظم في دورته الأولى سنة 2011، يقام كل سنة في إحدى المدن التاريخية الموريتانية الأربع، وهي شنقيط وتيشيت وولاتة وودان، وذلك بالتزامن مع ذكرى المولد النبوي الشريف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى