ZOOM TVأش واقعبرامج ZOOMبرامجنا

منتدى شباب المستقبل بأكادير.. من صوت الشباب إلى فعل شبابي

احتضنت مدينة أكادير، نهاية الأسبوع، فعاليات منتدى شباب المستقبل، بمشاركة أكثر من 600 شاب وشابة من مختلف أقاليم جهة سوس ماسة. الحدث، الذي يُنظم من طرف حزب التجمع الوطني للأحرار في سياق يتقاطع فيه الطموح الوطني مع مطالب تمكين الشباب، شكل محطة هامة لتبادل الآراء، تقاسم التحديات، واقتراح البدائل في أفق رؤية تنموية جديدة تنبني على مشاركة حقيقية.

المنتدى لم يكن مجرد فعالية احتفالية، بل جاء في إطار دينامية وطنية تسعى إلى إعادة بناء الثقة بين الشباب والمؤسسات. ومع ذلك، تساءل العديد من المشاركين عن مدى واقعية هذه المبادرات، وهل سيتم تفعيل مخرجاتها على أرض الواقع، في ظل ارتفاع نسب البطالة، ضعف فرص التكوين، ومحدودية المشاركة السياسية.

وتنوّعت أنشطة منتدى “شباب المستقبل” بأكادير بين حلقات نقاش وورشات تفاعلية، عكست انفتاح الشباب على التعبير الفني والثقافي وريادة الأعمال، وسعيهم لابتكار حلول خارج الأطر التقليدية.

فقد تم تنظيم أربع حلقات نقاش فكرية تناولت مواضيع راهنة وهموم جيلية، من بينها: “الموسيقى عبر الزمن والتكنولوجيا: تحولات وتعبيرات ثقافية”، و”ريادة الأعمال الثقافية: بين الشغف وتحقيق القيمة الاقتصادية”، و”الرياضة والاقتصاد المحلي: رافعة لتنمية المجالات الترابية”، بالإضافة إلى حلقة بعنوان “الألعاب الإلكترونية: أداة للتعلم، والإبداع، وريادة الأعمال”.

كما شهدت فعاليات المنتدى تنظيم مجموعة من الورشات التفاعلية التي مزجت بين الإبداع والتعبير الذاتي والعمل الجماعي، مثل: تحدي الرقص الحضري، التعبير الجسدي، أنشطة بناء الفريق، الارتجال المسرحي، وورشة الشطرنج.

واختُتم المنتدى بحفل ختامي تخللته مداخلات لشباب استعرضوا تجاربهم الناجحة في مجالات متعددة، جسّدت قدرة الجيل الصاعد على تجاوز التحديات وتحويلها إلى فرص.

كما تواصلت الأنشطة على مدار اليوم من خلال فضاءات مفتوحة احتضنت تحديات في الفن التشكيلي، عروض موسيقى الشارع، وتجارب تفاعلية بالألعاب الإلكترونية، ما أضفى على الحدث طابعًا شبابيًا حيويًا ومفعمًا بروح الإبداع

حضر المنتدى عزيز أخنوش رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار و لحسن السعدي رئيس الفدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية و كريم اشنكلي المنسق الجهوي للحزب بسوس ماسة و أعضاء من المكتب السياسي للحزب و منتخبي الجهة والجماعات، مما أضفى على الحدث طابعًا رسميًا ودعمًا معنويًا واضحًا. غير أن أصواتاً شبابية دعت إلى تجاوز الدعم الرمزي نحو برامج مؤسسية ملموسة تشمل التكوين، التشغيل، وتمويل المبادرات الذاتية.

اختيار مدينة أكادير لتنظيم المنتدى لم يكن عبثيًا، فالجهة تُعد أحد المحاور الجهوية الكبرى في الإصلاح التنموي. إلا أن استثمار طاقات شبابها يتطلب رؤية متكاملة، إرادة سياسية حقيقية، واستمرارية مؤسساتية.

منتدى شباب المستقبل بأكادير شكّل لحظة قوية من التعبير والمشاركة، لكنه أيضًا محك حقيقي لجدية المؤسسات في مأسسة هذه الدينامية. الشباب المغربي، كما أظهرته تدخلاتهم، يريد أن يكون شريكًا لا متفرجًا، ويطالب بأن يُسمع صوته ويُترجم فعله إلى سياسات.

ويبقى الرهان الأساسي هو تحويل زخم هذه اللقاءات إلى ديناميات مستدامة، تُثمر مغربًا جديدًا يُصنع من قلب الطاقات الشابة، ومن أجلها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى